السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي العطشان سعدت لطرحك هذا الموضوع ليكون محل نقاش و أتمنى أن يكون نقاشا علميا هادفا بعيدا عن التعصب لرأي واحد.

في البداية سأرد على موضوع المنهج الجديد الذي كتبت عنه بصفتي أحد العاملين على مشروع تطوير منهج التربية الفنية في مكة المكرمة وما كتب عنه الأستاذ الفاضل الجعيد كان خبرا تناقلته وسائل الإعلام بعد أن أعلنت الوزارة عن المشروع الشامل لتطوير المناهج في المملكة العربية السعودية وفازت التربية الفنية بمقعد على هذا المشروع، والمشروع وطني ومخطط له منذ العام 1419 هـ جاء بعد دراسة متأنية لوضع التربية الفنية في المملكة العربية السعودية و بعض الدول المجاورة وربما لم تعلم أنت عنه شيء لأنه إعتمد في بعض الدراسات على إحصاءات ودراسات قامت بها الوزارة ممثلة في قسم التربية الفنية بالوزارة وهم من المشاركين على الدوام والمخططين لتطوير هذه المادة، فلا تعتقد أخي أنها فكرة خمرت بليل وتحققت في الصباح، وبالإضافة إلى السابق فأبشرك بأن مجموعة من المتخصصين من الوزارة ومن الجامعات السعودية من التخصصات (التربية الفنية، المناهج وطرق التدريس، علم النفس، القياس والتقويم، التدريب التربوي،.... وغيرهم) هم مشاركين فعليين في هذا المشروع الوطني للرقي بالتربية الفنية إلى مستوى أفضل مما هي عليه في الواقع الحالي، وبتظافر الجهود مع المتخصصين في كافة المناطق سنحقق ذلك بإذن الله تعالى. وبالتالي فجميع هؤلاء المتخصصون اعتمدوا على دراسات علمية أجريت على مدارس المملكة وهي متوفرة بالجامعات السعودية ويعتبرون خبراء بما تتطلبه المادة وباحتياجاتها، إضافة إلى الدراسات التي أجريت على مناهج التربية الفنية للدول المجاورة والعربية وماوصلت إلية الدول المتقدمة في هذا المجال للتعرف على إمكانية الإستفادة من هذه التجارب.
أما سبب اختيار مكة المكرمة كمنطلق لهذا المنهج ففي اعتقادي أن هذا الشرف وضع على كاهلنا كمختصين الكثير من الحمل والمسئولية ندعو الله أن يوفقنا على تحملهما، رغم أني أؤمن تماما أن موضوع التطوير هو مسئولية كل مختص على أي بقعة من بلادنا الحبيبة، لكن الإختيار تم بناء على عملية تنظيمية وضوابط لدى الوزارة، فلانستطيع أن نقول مثلا لماذا اختيرت في المنطقة الفلانية التربية الإسلامية ونحن في مكة أحق ونحن في مهبط الوحي.
أما أستاذي الفاضل ماذكرته بخصوص المشرف من مكة المكرمة وتساؤلاتك عن المنهج الجديد التي لم يرد عليها فدعني أوضح لك أمرا مهما وهو أن هذا المشروع وزاري ويتبع الإدارة العامة للمناهج بالتطوير التربوي بالوزارة، وفي حال كان لك أي تساؤل أو استفسار عن المنهج أو إقتراح يقدم بأسلوب علمي يفيد المادة فأنا أضمن لك أن الوزارة لن تتأخر في دراسته للمصلحة العامة، والمشرف ليس لديه الأجوبة الكافية ومن قال لا أعلم فقد أفتى وأنا أقدر موقفه وأشكره كثيرا لأنه لم يفتي بدون علم رغم أن بعض المشرفين من مكة يتواصلون معنا ويشاركوننا الرأي والإقتراح على الدوام وذلك نابعا من حرصهم على المادة ومكانتها وشعورهم بأهمية هذا المشروع، أضف إلى ذلك الخدمات التي يوفرونها لنا من زيارات للمدارس وإتاحة الفرصة لنا لتجريب المنهج الجديد مع توفير كافة الإمكانات اللازمة وبصدر رحب وفرحة وسعادة من قبل المعلمين.
أعتقد مما سبق أكون قد أجبت بأن العين ليست واحدة كما تظن ومعنا من يساهم من مكة ومن الرياض ومن الدمام، من جامعة الملك سعود ومن جامعة أم القرى ومن كلية اعداد المعلمين من الطائف ومن المشرفين والمشرفات ومن المعلمين والمعلمات، ومن المتخصصين في التربية الفنية ومن المتخصصين في المناهج وطرق التدريس وعلم النفس والإبداع والقياس والتقويم والتدريب.
أما تساؤلك بأن المنهج سيكون دعوة للكسل فلا أستغرب هذه المقولة من معلم مثلك يظهر لي من خلال مشاركاتك أنك معلم نشيط ومثابر، لكن هل تعلم أستاذي الفاضل أن مثلك قليل وعلى مستوى المملكة، فالوضع الحالي وظاهره الحرية للمعلم في اختيار الخطة وانتقاء الدروس يوحي بأن المعلم متجدد كل عام ولكن السواد الأعظم أثبت أن هذا غير صحيح فالمعرض المدرسي متكرر وينفض عنه الغبار مع نهاية كل عام مع بعض الإضافات البسيطة جدا، ويعتقد المعلم أن هذا دوره فقط (المعرض)، سيدي المعلم يجب أن يقوم بدور أكبر بكثير من ذلك ويهتم بما يكتسبه الطلاب من معارف ومهارات على شكل خبرات متراكمة وبحد أدنى محدد ودون تحديد لسقف الإبداع الذي تتميز به هذه المادة وهذه المعادلة فقط ستوضح لك صعوبة حلها لتلائم كافة مناطق المملكة.
أما عن عدد المعلمين وذكرك أن هناك الألاف من المعلمين يجب أن يشاركوا وأن يكون لهم رأي في المنهج الجديد فاطمئنك أخي وليس لمادة التربية الفنية فقط بل لجميع المواد الأخرى وأقول لك ان سبب إختيار عدد محدود من المتخصصين سواء كانوا مشرفين أو معلمين أو أكاديميين هو حرص الوزارة على تدريبهم بما يتناسب مع طبيعة مهمتهم والسفينة لاتحتمل كل هذه الألوف من المسافرين حاليا، لكن عند وصولها لبر الأمان أي بعد ظهور المنهج بحلته الجديدة سيسهم الجميع بدون استثناء بالمشاركة في التالي:
- سيكون لكل معلم نصيب من إعداد هذا المنهج وبنسبة خاصة به.
- هناك مايسمى بالتغذية الراجعة التي تعود من الميدان وسيكون هناك تواصل بين إدارة المناهج بالوزارة وجميع المعلمين والمشرفين عبر موقع إلكتروني خاص بالتربية الفنية.
وبالتالي ينطبق ذلك على جميع المواد الدراسية في تخطيط الوزارة المستقبلي للتطوير.
وبهذا أكون قد أجبت عن طلبك استبيانا تفيد فيه نجاح المشروع من عدمه فلا تستعجل لأن المنهج لم يصدر بعد لتدلي بتقييمك على نجاحه أو فشله.
أما مايخص المشرفين والأساليب الإشرافية ومايقدم فيها فلن أتطرق لهذا الموضوع لأنه لا يخصني وليس من حقي أن أجاوب عن أصحاب هذه القضية فلها أهلها يدافعون عنها.

أما أخي الكريم بخصوص الفكرة التي طرحتها حول درس يمكن تقديمه بعرض مصور ثم يناقش قبل بدء التنفيذ فأنا أحييك عليها وهي فكرة متبعة بالفعل من سنوات طويلة في دول سبقتنا في هذا المجال و هناك مطورون استخدموا هذه الطريقة ولكن بأساليب وإستراتيجيات وطرق متنوعة يطول شرحها هنا لكني أشد على يدك وأقول لك أن غيرتك على هذه المادة مع التعاون من الجميع هي التي ستنهض بها إذا تكاتفت الجهود، وأنا أجزم أنك لمست إختلافا كبيرا بهذه الطريقة التي استخدمتها سواءا على تفاعل الطلاب أو انتاجهم الفني أو قدرتهم على التذوق والنقد أو اكتسابهم للمعرفة وادراكهم للمهارة فشكرا لك.

أستاذي الفاضل آسف على التأخر عن الرد على موضوعك الهام والسبب تقصير مني لأني لم أتنبه له إلا متأخراً، وآسف مرة أخرى على الإطالة لكن الموضوع هام وأجبرني على ذلك فعذرا.

تحيات أخوك باسم فلمبان
مشروع تطوير منهج التربية الفنية
مكة المكرمة